المصادقة (Authentication): حماية الهويات الرقمية
مع توسع العالم الرقمي وتطور مجال الأمن السيبراني، تلعب المصادقة دوراً أساسياُ في حماية الهويات الرقمية وتأمين المعلومات الحساسة على الشبكة، ومع ازدياد التهديدات السيبرانية، أصبحت آليات المصادقة الموثوقة ضرورية من أجل التحقق من هوية المستخدمين والأجهزة التي تستخدم الأنظمة الرقمية، على أنها مصرح لها بالوصول وليست هوية مزيفة أو جهة غير شرعية.
كيفية عمل المصادقة
تتم العملية كالتالي: أولاً، تتم مقارنة بيانات الاعتماد التي يقدمها المستخدم مع البيانات الموجودة في الملف الخاص بالمستخدم في قاعدة بيانات معلومات المستخدمين المعتمدين. من ثم إذا كانت بيانات الاعتماد التي تم إدخالها مطابقة لتلك الموجودة في الملف. وكان الكيان الذي تمت مصادقته له ترخيص باستخدام المورد، عندها سيتم منح المستخدم حق الوصول. كما يكون لكل مستخدم حدود للوصول إلى الموارد تسمى بالأذونات. حيث تعد الأذونات مسؤولة أيضاً عن أي حقوق وصول مرتبطة بالمستخدم، مثل الساعات التي يمكن للمستخدم الوصول إلى المورد خلالها، بالإضافة إلى مقدار المورد المسموح للمستخدم باستهلاكه على سبيل المثال.
فوائد المصادقة
إن الأهمية الرئيسية لهذه العملية تكمن في التأكد من أن الأشخاص أو الأجهزة ممن يحاولون الوصول إلى النظام، هم فقط المصرح لهم. بالإضافة إلى ذلك هنالك العديد من الفوائد الأساسية المرافقة لهذه العملية:
- حماية البيانات والخصوصية
حيث تضمن هذه العملية أن تبقى البيانات آمنة، فعند تحقيقها بنجاح، يتم منح إذن الوصول للبيانات.
- حماية الملكية الرقمية
كما تعتبر هذه العملية وسيلة أساسية في حماية الحسابات الشخصية والهويات الرقمية.
- منع الوصول غير المصرح به
الأشخاص ممن لم يحققوا العملية بنجاح، لن يسمح لهم بالدخول إلى النظام، وهذا من شأنه أن يقلل من عمليات الاختراق.
- السيطرة على الوصول
وهذا يسمح للمشرفين بتحديد من يمكنه الوصول إلى مناطق معينة من النظام، بالتالي يمكن تحديد إمكانيات دخول مختلفة تبعاً للمسؤوليات.
- توجيه الهجمات
تمكن المؤسسات من تحديد نقاط الضعف ومواضع الاختراق بشكل أوضح، وبالتالي تطبيق أساليب حماية أفضل.
طرق المصادقة الشائعة
أكثر هذه الطرق شيوعاً:
- المصادقة الثنائية (2FA)
في عملية المصادقة يتم عادةً تعريف المستخدمين بمعرف مستخدم. وتتم هذه العملية عندما يقدم المستخدم بيانات اعتماد معينة مثل كلمة المرور المتعلقة بمعرف المستخدم الخاص به. تُعرف ممارسة طلب معرف المستخدم وكلمة المرور باسم المصادقة ذات العامل الواحد (SFA). أما في السنوات الأخيرة، فقد عززت الشركات هذه العملية من خلال إضافة عوامل إضافية. مثل رمز فريد يتم تقديمه للمستخدم عبر جهاز محمول عند محاولة تسجيل الدخول، أو من خلال التوقيع البيومتري. مثل مسح الوجه أو بصمة الإبهام. تُعرف هذه العملية ذات عاملي المصادقة باسم المصادقة الثنائية (2FA).
- كلمات المرور
تستخدم كلمات المرور على نطاق واسع كطريقة مصادقة أساسية، حيث يجب عليك إدخال مجموعة من الأرقام والأحرف والرموز الصحيحة لتتمكن من الوصول إلى النظام.
- العوامل الحيوية
كذلك تسمى بالمصادقة البيومترية، وهي عبارة عن سمات جسدية فريدة موجودة في الفرد. وتختلف من شخص لآخر، مثل بصمة الأصبع، أو بصمة الوجه، أو مسح قزحية العين، بهدف التحقق من هوية الشخص. وتوفر هذه الطريقة مستوى عالٍ من الأمان. لأنها تتطلب استخدام سمات فريدة في الشخص المصرح له، مما سيجعل من الصعب على الأشخاص غير المصرح لهم الاختراق.
- الشهادات الرقمية
تستخدم الشهادات الرقمية للتحقق من هوية المستخدمين والأجهزة. وتكون الشهادات بمثابة توقيع رقمي يؤكد الهوية.
البنية التحتية للمفتاح العام (PKI)
تستخدم هذه الطريقة الشهادات الرقمية بالإضافة إلى مفاتيح التشفير للتحقق من هوية المستخدمين. تربط الشهادات الهوية الرقمية بمفتاح عام، مما يسمح بحماية الاتصالات الالكترونية والمعاملات الرقمية.
يمكن القول إن المصادقة ركيزة أساسية للأمن السيبراني. غايتها السيطرة على عملية الوصول للنظام، ومن ثم تعزيز الدفاعات أمام التهديدات المحتملة. يجب على المؤسسات تنفيذ آليات مصادقة قوية آخذة بعين الاعتبار حساسية بياناتها، وطبيعة التهديدات المحتملة. عند اختيار طرق المصادقة المناسبة سواء من قبل الأفراد أو المؤسسات، فإن ذلك سيعزز من سلامة وسرية الأصول الرقمية.
عزيزي القارئ، في حال أعجبتك المقالة لا تنسى الاشتراك بقناتنا على يوتيوب التي توفر كل جديد في مجال الدورات التدريبية التقنية والمجانية بشكل كامل.
كذلك يمكنك تصفح الموقع الخاص بنا للوصول إلى المدونة وقراءة المزيد من المواضيع التقنية، أو التعرف على الدورات التدريبية التي يتيحها الموقع.