الرئيسية » تقنيات الترجمة الآلية باستخدام الذكاء الاصطناعي

تقنيات الترجمة الآلية باستخدام الذكاء الاصطناعي

تقنيات الترجمة الآلية باستخدام الذكاء الاصطناعي

في عصر التواصل العالمي والتفاعل المتزايد بين الثقافات واللغات المختلفة، أصبحت الترجمة الآلية باستخدام الذكاء الاصطناعي أداة حيوية لتمكين التواصل وتبادل المعرفة بين الأفراد والمجتمعات. يعد هذا المجال مثيراً للاهتمام بسبب التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطورها المستمر، مما يفتح آفاقاً جديدة للترجمة الفورية والدقيقة عبر اللغات المختلفة. في هذه المقالة، سوف نكتشف معاً كيف تعمل تقنيات الترجمة الآلية بالذكاء الاصطناعي، وكيف تؤثر هذه التطورات على عمليات الترجمة والتواصل في عصرنا الحديث.

ما هي تقنيات الترجمة الآلية بالذكاء الاصطناعي؟

كيف تعمل تقنيات الترجمة الآلية؟

أنواع الترجمة الآلية.

مزايا استخدام الترجمة الآلية

أهم أدوات الترجمة الآلية بالذكاء الاصطناعي.

هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المترجمين البشريين؟

تقنيات الترجمة الآلية باستخدام الذكاء الاصطناعي(1)

ما هي تقنيات الترجمة الآلية بالذكاء الاصطناعي؟

تقنيات الترجمة بالذكاء الاصطناعي هي مجموعة من الأساليب والتقنيات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لترجمة النصوص من لغة إلى أخرى بطريقة آلية دون التدخل البشري. وتهدف هذه التقنيات إلى تحقيق ترجمة دقيقة وسريعة بين اللغات المختلفة، مع تقديم أعلى جودة ممكنه، واستغلال قدرات الذكاء الاصطناعي لتصنيع مترجم شبيه بالبشري يستطيع فهم السياق وتحديد الترجمة المناسبة للكلمات من خلاله. وكل ذلك خلال ثوانٍ.

قد يهمك أيضاً: كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في 3 مجالات مهمة (العمل، التسويق الالكتروني، والتعليم)

كيف تعمل تقنيات الترجمة؟

تعمل هذه الترجمة بالذكاء الاصطناعي على تحويل النص من لغة إلى أخرى باستخدام تقنيات التعلم العميق والشبكات العصبية. حيث تقوم هذه التقنيات بتحليل البيانات اللغوية وفهم السياق لإنتاج ترجمات دقيقة ومفهومة. بدلاً من تقسيم النص إلى كلمات فردية، تتم معالجته ككل، مما يساعد على فهم القصد والمعنى بشكل أفضل. كما تعتمد الترجمة الآلية العصبية على مجموعات كبيرة من البيانات وتقنيات متقدمة مثل الانتباه الذاتي لتحسين دقة الترجمة والتركيز على الأجزاء المهمة من النص. وبالتالي، بفضل هذه التطورات، يمكن للترجمة الآلية أن تتوقع الكلمة التالية وتنتج ترجمات دقيقة ومفيدة في وقت قصير، مما يجعلها أداة قيمة في التواصل العالمي وتبادل المعرفة.

أنواع الترجمة الآلية.

“”>هناك عدة أنواع للترجمة الآلية تختلف باختلاف النهج المستخدم للحصول على الترجمة من النص الأصلي، وبذلك تُقسم إلى:

الترجمة المعتمدة على القواعد (RBMT)

وهي أسلوب تقليدي للترجمة بالذكاء الاصطناعي يعتمد على قواعد لغوية محددة مسبقاً لترجمة النص من لغة إلى أخرى. ويتم فيها تحليل النص الأساسي، وتطبيق قواعد اللغة على هذا النص لإنشاء جملة مقابلة باللغة الجديدة. ومن ثم يتم استبدال الكلمات الخاصة بالنص الأساسي بكلمات مكافئة في اللغة الهدف. ويتم بعد ذلك إخراج نص مترجم كامل.

الترجمة العصبية (NMT)

وهي أكثر أنواع الترجمة شيوعاً في العصر الحالي، وذلك بسبب التطورات العديدة التي طرأت على تقنيات التعلم العميق والشبكات العصبية. وتعتمد هذه التقنية على التعلم العميق لبناء شبكات عصبية لها القدرة على تحسين الترجمات بناءً على الخبرة السابقة. وبالتالي، يمكن اعتبار الترجمة الآلية العصبية عبارة عن أنظمة حاسوبية مستوحاة من بنية الدماغ البشري. ويتميز هذا النوع من الترجمة بالمرونة والسرعة.

الترجمة المخصصة (MT)

وهي نموذج متقدم من نماذج الترجمة الآلية. حيث يستخدم نماذج ترجمة مخصصة وفق الحاجة. ويتم بناء هذه النماذج باستخدام بيانات ثنائية اللغة (والتي هي عبارة عن مجموعة من النصوص التي تتضمن نفس المحتوى بلغتين مختلفتين يتم استخدامها في تدريب نماذج الترجمة الآلية) محددة لكل مجال. مما يساهم في تحسين دقة وفعالية عملية الترجمة الآلية.

الترجمة الإحصائية (SMT)

وهي نوع ترجمة آلية يُعتمد فيه على بيانات ثنائية اللغة بهدف التنبؤ بالترجمة الأفضل. ويعتمد هذا النهج على جمع البيانات، من ثم معالجتها، لتأتي بعد ذلك مرحلة تدريب النموذج، وأخيراً عملية الترجمة. وتتميز هذه الترجمة بدقة مقبولة، يرافقها أداء سريع وكلفة منخفضة.

الترجمة الهجينة (HMT)

وهي نهج من مناهج هذا النوع من الترجمة، يجمع بين تقنيات الترجمة الآلية الإحصائية (SMT) والترجمة الآلية العصبية (NMT). وتجمع بين نقاط القوة الخاصة بالتقنيتين للحصول على ترجمة شديدة الدقة مع الحفاظ على مرونة الترجمة في سياق المجالات المختلفة.

مزايا الاستخدام

بالرغم من أنها عملية معقدة وتتطلب في الكثير من النهج وقت طويل وكلفة عالية لتدريب النماذج. إلا أن لها ميزات استخدام ذات قيمة عالية بالنسبة للمستخدم. والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:

تعزيز الإنتاجية

يمكن لهذا النوع من الترجمة أن تعزز الإنتاجية في أماكن العمل، أو الدراسة، أو حتى الاستخدام الشخصي. وذلك بسبب سرعة الترجمة التي توفرها مع الدقة العالية، مما يوفر الجهد والوقت المستغرق في الترجمة البشرية. الأمر الذي يوفر الجهود المبذولة ويعزز الإنتاجية.

التعلم الذاتي

حيث تعتمد أغلب نهج لهذا النوع من الترجمة على عمليات التعلم الذاتي من التجارب السابقة. الأمر الذي يجعل الآلة كالإنسان قابلة للتعلم وتحسين الإنتاج مع مرور الوقت. وكل ذلك بفضل ما يُسمى التعلم غير الخاضع للإشراف، وهو شكل من أشكال التعلم الآلي والذي يتضمن معالجة البيانات المدخلة والنتائج المُخرجة بهدف التعلم والتنبؤ بالنتائج.

تقليل الكلفة

يقل هذا النوع من الترجمة من الجهود البشرية المبذولة، ونظراً لأنها تعزز الإنتاج أيضاَ، فهي طريقة رائعة لتقليل التكلفة البشرية من خلال تعيين موظفين متخصصين في هذا المجال. فضلاً عن أن الترجمة الآلية، ونظراً لتعدد اللغات التي يمكنها الترجمة منها وإليها، يمكن أن تستبدل عدد من الموظفين يقابل عدد اللغات التي يمكنها التعامل معها. بينما قد لا يتمكن المترجم البشري من التعامل إلا مع لغة واحدة أو اثنين.

إزالة الحواجز اللغوية وتحسين الوصول

حيث يمكن لجميع الأشخاص استخدام هذا النوع من الترجمة وتطبيقاتها، بما فيهم أصحاب الإعاقات كالمكفوفين. وبذلك يمكن لأي شخص استخدام الترجمة الآلية من خلال التطبيقات التي تتيحها سواء أكانت مجانية أم مدفوعة.

الاستفادة من الذكاء الاصطناعي

أهم أدوات الترجمة بالذكاء الاصطناعي.

إليك قائمة بأهم الأدوات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملية الترجمة:

DeepL

وهو برنامج ترجمة، يتميز بأن ترجماته دقيقة وطبيعية للغاية. يدعم البرنامج 30 لغة بما في ذلك العربية، الفرنسية، الإنكليزية، الألمانية، وغيرها. كما أنه يتيح إمكانية الترجمة الفورية والترجمة من خلال الصوت. وهو متاح كتطبيق، أو برنامج سطح مكتب، أو امتداد للمتصفح.

يمكن الوصول إلى البرنامج من هنا: اضغط هنا.

Google Translate

وهو خدمة ترجمة بالذكاء الاصطناعي مجانية من جوجل (Google). ويدعم أكثر من 135 لغة. ويتميز بأنه سهل الاستخدام ومجاني، ويوفر ميزات ترجمة إضافية مثل الترجمة الفورية، الترجمة الصوتية، بالإضافة إلى الترجمة من الصور.

ويمكن الوصول إلى الموقع من هنا: اضغط هنا

Microsoft Translator

وهي خدمة ترجمة آلية متعددة اللغات متقدمة من مايكروسوفت (Microsoft). تدعم هذه الخدمة أكثر من 70 لغة مختلفة. وهو متاح كتطبيق ويب، برنامج لسطح المكتب، كتطبيق للهواتف المحمولة الذكية، وكمنصة على المتصفح. كما أنه يوفر إمكانية الترجمة من الصور والترجمة الصوتية.

ويمكن الوصول إلى الموقع من هنا: اضغط هنا

Amazon Translate

وهو خدمة ترجمة سحابية مقدمة من Amazon Web Services (AWS). يدعم أكثر من 250 لغة مختلفة، ويتيح ترجمات دقيقة للغاية، كما أنه سهل الاستخدام. ويوفر إمكانية الترجمة من الصور والترجمة الصوتية أيضاً.

ويمكن الوصول إلى الموقع من هنا: اضغط هنا

Reverso

وهو مترجم مجاني عبر الإنترنت يتيح إمكانية ترجمة الكلمات والجمل وحتى الفقرات الطويلة. كما أنه يمكن أن يعمل كمنصة مساعدة في تعليم اللغات، فإذا قمت بتقديم كلمة ما، سيعمل على إمدادك بعبارات توضح كيفية استخدام الكلمة في السياق.

ويمكن الوصول إلى الموقع من هنا: اضغط هنا

قد يهمك أيضاً: ما هو الذكاء الاصطناعي (artificial intelligence)

هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المترجمين البشريين؟

بالرغم من تفوق الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة. وقدراته الهائلة على ترجمة نص كبير خلال بضعة ثوانٍ. إلا أنه لن يحل مكان المترجم البشري في المستقبل القريب، وذلك بسبب مجموعة من التحديات التي تواجهها تقنيات الترجمة بالذكاء الاصطناعي باستخدام الذكاء الاصطناعي. السبب الأساسي يتجسد في صعوبة تحليل اللغة المنطوقة واللهجات المستخدمة من خلال الذكاء الاصطناعي، حيث لا يكفي أن يملك المترجم الفوري بالذكاء الاصطناعي القدرة على معرفة الكلمة، وإنما من الضروري أن يكون قادراً على الاستماع إلى اللغة وفهم موضع الكلمة والمقصود منها بنفس الثانية التي يتكلم فيها المتحدث. بالإضافة إلى تحديد المشاعر والتفاعلات البشرية. كالاستفهام للسؤال، وطريقة التعجب وما إلى ذلك. ويتطلب كل ما سبق مجموعة من المهارات التي ما زالت مفقودة في الذكاء الاصطناعي.

 

 

عزيزي القارئ، في حال أعجبتك المقالة لا تنسى الاشتراك بقناتنا على يوتيوب التي توفر كل جديد في مجال الدورات التدريبية التقنية والمجانية بشكل كامل.

كذلك يمكنك تصفح الموقع الخاص بنا للوصول إلى المدونة وقراءة المزيد من المواضيع التقنية، أو التعرف على الدورات التدريبية التي يتيحها الموقع.