الرئيسية » الحوسبة السحابية cloud computing

الحوسبة السحابية cloud computing

تقنية السحابة أو الحوسبة السحابية

(“cloud technology” or “cloud computing”)

على مر العصور كان لتخزين المعلومات الدور الأهم في الكثير من المجالات. كالسياسة والمعلوماتية والطبية وغير ذلك. ومع تقدم التكنولوجيا الحديثة وظهور وسائل التخزين الفيزيائية المختلفة تم التوصل إلى سعات تخزينية كبيرة. إلا أنه دائماً كان هناك بعض العقبات فيما يتعلق بحجم الجهاز بالنسبة للسعة التخزينية المطلوبة. الأمر الذي شكل ضرورة ملحة لإيجاد مكان تخزين افتراضي لا يتبع للعتاد الصلب الذي نستخدمه. وهنا جاءت تقنية السحابة (أو كما تسمى “الحوسبة السحابية”) التي شكلت قفزة نوعية فريدة من نوعها في عالم التكنولوجيا الحديثة. حيث وفرت بيئة تخزينية افتراضية عبر الانترنت. وبالتالي فقد مكّنت المستخدمين من امتلاك سعات تخزينية تتجاوز السعات المخصصة لأجهزتهم. بالإضافة إلى إمكانية تشارك الملفات بطريقة أفضل.

الحوسبة السحابية - cloud computing
الحوسبة السحابية – تقنية السحابة – cloud computing
المحتويات إخفاء
1 تقنية السحابة أو الحوسبة السحابية

كيف بدأت فكرة الحوسبة السحابية (?How did the idea of cloud computing begin)

بدأت الحوسبة السحابية كفكرة عام 1963. حيث طالب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) تمويلاً لتطوير تقنية تسمح باستخدام جهاز الكمبيوتر من قبل شخصين أو أكثر.

توسعت الفكرة أكثر عام 1969. حيث قام العالم النفسي وعالم الكمبيوتر “lick” بالترويج لرؤية أسماها “Intergalactic Computer Network” والتي تعني “شبكة الكمبيوتر بين المجرات”. حيث كانت فكرته أن يكون كل شخص على هذا الكوكب مترابطاً من خلال أجهزة الكمبيوتر. وقادراً على الوصول إلى المعلومات من أي مكان.

وفي التسعينيات انتشر استخدام أجهزة الكمبيوتر الافتراضية. وبذلك تم استخدام مصطلح “السحابة” للتعبير عن المساحة الفارغة بين بين المستخدم النهائي والموفر.

وأخيراً في عام 1997 صرح البروفيسور رامناث شيبانا “Ramnath Chellapa” عن نموذج الحوسبة الجديد الذي سيتم فيه تحديد حدود الحوسبة. وذلك من خلال المنطق الاقتصادي حتى عام 1999 الذي أصبحت فيه Salesforce مثالاً شائعاً لاستخدام الحوسبة السحابية بنجاح. لتتبعها فيما بعد العديد من الشركات التي أبدعت في استخدام الحوسبة السحابية من خلال خدماتها.

تقنية السحابة أو الحوسبة السحابية

تقنية السحابة أو كما تسمى الحوسبة السحابية يمكن تعريفها ببساطة على أنها مساحة تخزين افتراضية عبر الانترنت تمكن المستخدمين من حفظ ملفاتهم الرقمية كالبرامج والملفات والتطبيقات على سبيل المثال.

كيف يمكن أن نستفيد من الحوسبة السحابية؟

يمكن تلخيص فوائد السحابة في هذه النقاط. علماً أن فوائد السحابة لا تعد ولا تحصى في كل المجالات.

1- تمكن المستخدمين من الاحتفاظ بمعلوماتهم في مكان آمن بشكل دائم (على عكس العتاد الصلب كالحاسب أو القرص الصلب وغيرها التي يمكن أن تتلف مع الوقت).

2- تعطي المستخدمين مساحة تخزينية إضافية زيادة على مساحة التخزين الموجودة على الأجهزة الخاصة بهم.

3- تتيح هذه التقنية للمستخدمين استخدام الموارد الرقمية المخزنة في الفضاء الافتراضي. وذلك من خلال الشبكات.

4- تسمح للأشخاص بمشاركة المعلومات والتطبيقات. بالإضافة إلى الوصول إليها في أي وقت دون التقيد بموقعهم الفعلي.

5- تتيح مرونة تشغيلية كبيرة حيث أنها مناسبة للشركات التي تحتاج عرض نطاق متغير لأنها تتيح التوسع عند الحاجة، كذلك يمكن تقليص حجمها بسهولة.

6- تساعد تقنية السحابة الشركات على تقليص النفقات المالية التي تخصصها لأجهزة التخزين الفيزيائية.

7- تتيح التقنية السحابية حماية المعلومات من الفقد أو الضياع. وذلك من خلال استخدام تقنيات النسخ الاحتياطي والاسترداد بطريقة فعالة.

أمثلة عن استخدام الحوسبة السحابية

1- البريد الالكتروني (Email)، التقويم (Calendar)، واتس اب (WhatsApp)، سكايب (Skype) : حيث تستفيد هذه التطبيقات من توفير السحابة في الوصول إلى أي معلومة مخزنة عليها. وذلك في أي وقت ومن أي جهاز وبالتالي فهي تتيح المرونة في العمل.

2- محرر مستندات جوجل (Google Docs)، مايكروسوفت (Microsoft 365): كذلك يمكن للمستخدمين الوصول إلى المعلومات المستخدمة في هذه التطبيقات في أي وقت ومن أي مكان. وبالتالي تسيهل تقنية العمل في الشركات والمؤسسات التي تستخدم هذان التطبيقان.

3- تطبيق زوم (Zoom): هذا التطبيق عبارة عن منصة برمجية يمكن من خلالها عقد الاجتماعات والمحاضرات والمؤتمرات عبر الانترنت. حيث تساعد تقنية السحابة هذه المنصة على حفظ المؤتمرات المسجلة. وبالتالي يتمكن الآخرون من رؤيتها في وقت لاحق في حال لم يحضروا هذا المؤتمر، أو يرغبون في رؤيته مرة أخرى.

أنواع تقنية السحابة

تقسم الحوسبة السحابية في ثلاثة أصناف رئيسية:

1- البنية التحتية كخدمة Infrastructure as a service (Iaas)

يوفر Iaas بنية تحتية لتشغيل التطبيقات حيث يوفر الأجهزة المادية مثل الحواسيب الافتراضية والخوادم (Servers) وأجهزة التخزين التي تتواجد في مركز بيانات بعيد يمكن الوصول إليه من قبل المستخدمين عبر الانترنت. وذلك باستخدام معرف تسجيل الدخول وكلمة المرور من أي جهاز في العالم.

2-  النظام الأساسي كخدمة platform as a service (Paas)

يوفر Paas بيئة عمل جاهزة للاستخدام عبارة عن موارد تكنولوجيا معلومات تم نشرها بالفعل (كأنظمة التشغيل وقواعد البيانات) حيث أنه يتم توفير هذ الموارد للمستخدمين عبر السحابة من خلال استخدام الانترنت للاستعاضة عن شراء كل هذه الموارد.

3-  البرمجيات كخدمة Software as a service (Saas)

توفر Saas البرامج التي يمكن الاحتفاظ بها في خدمة السحابة بدلاً من تنزيل البرنامج على الجهاز الخاص بنا والذي يتطلب مساحة تخزين. بالإضافة إلى التحديثات العديدة للبرنامج التي يجب مواكبتها باستمرا.

سلبيات وعيوب تقنية السحابة (Disadvantages of cloud technology )

أمن السحابة في الحوسبة السحابية:

يُعتبر الأمان التحدي الأكبر الذي يواجه الحوسبة السحابية حيث هناك خطر خرق البيانات الموجودة على السحابة. بالإضافة إلى النقص في الشفافية فيما يتعلق بكيفية ومكان معالجة المعلومات الحساسة التي يستلمها مزود السحابة وبالتالي عدم توفر الدرجة الكافية من الأمان فيما يتعلق بتخزين البيانات.

عدم القدرة على تقدير الكلفة في الحوسبة السحابية:

يعتمد الاشتراك المدفوع في السحابة على تقنية الدفع حسب الاستخدام (Pay-as-you-go). وبالتالي فهي تخلق تكاليف غير مخطط لها ولا يمكن التنبؤ بها.

نقص القدرة والخبرة الخاصة بالحوسبة السحابية:

كذلك فإن التقدم السريع في تقنيات السحابة والذي أصبح يتطلب موظفين وخبراء ذو خبرات كافية لإدارة العمل والتعامل مع التطورات الجديدة في تقنية السحابة.

صعوبة حوكمة تكنولوجيا المعلومات في الحوسبة السحابية (the difficulty of IT governance):

تركز الحوكمة السحابية على مجموعة القواعد والسياسات التي تتبناها الشركات التي تدير خدمات السحابة بهدف تعزيز أمان البيانات وإدارة المخاطر بصورة أفضل. بالإضافة إلى وجود فشل واضح في الحماية من الانتهاكات الأمنية وأحداث عدم الامتثال في تسليم البضائع للسحابة.

الامتثال لقوانين الصناعة في الحوسبة السحابية (Compliance for industry laws):

عند نقل البيانات من التخزين المحلي (التخزين داخل جهاز) إلى التخزين السحابي قد يكون من الصعب إدارة الامتثال لقوانين الصناعة من قبل طرف ثالث. ولذلك من الضروري أن يتعرف المستخدم على  القوانين الأساسية التي تتعلق بالبلد الذي ستتم فيه معالجة البيانات وما هي القوانين التي سيتم تطبيقها وما هو تأثير هذه القوانين.

قد يكون الأمر صعباً نظراً لوجود العديد من القوانين المختلفة (مثل قوانين حماية وتوطين البيانات). لكن الأمر ضروري عندما يتعلق الموضوع بقوانين الوصول إلى المعلومات التي تمكن الجهات المسؤولة من الوصول إلى بياناتك في السحابة.

إدارة السحب المتعددة (Management of multiple clouds):

تختلف كل سحابة عن الأخرى. ولذلك في حالة السحب المتعددة (الشبكة الهجينة متعددة الأوساط السحابية) تصبح تحديات الحوسبة السحابية أكثر تعقيداً.

أداء السحابة (Cloud Performance):

يعتبر أداء السحابة مثل زمن الانتقال (الفترة الزمنية من إرسال الرسالة من المرسل إلى المستقبل وحتى استلام إشعار الاستلام من قبل المرسل) خارج عن سيطرة المؤسسة التي تستخدم الخدمات السحابية. وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعطيل اعمال هذه المؤسسة.

بناء سحابة خاصة (Building a privet cloud):

يعد يناء السحابات الخاصة وهندستها وإدارتها عملية شاقة بالنسبة للقسم المسؤول عن هذه العملية.

الهجرة السحابية (Cloud migration):

تترافق عملية نقل التطبيقات والبيانات إلى السحابة في الكثير من الأحيان بمضاعفات سلبية. كذلك يمكن أن تستغرق عملية ترحيل هذه البيانات إلى السحابة وقتاً فوق المتوقع وكلفة إضافية. بالإضافة إلى بعض المشاكل في الأداء.

مشكلة التبديل بين موفري السحابة (Problem switching between cloud providers):

كما يؤدي تبديل موفر السحابة من قبل المستخدم في الكثير من الأحيان إلى مشكلات متعلقة بعدم التوافق الفني واختلاف القيود القانونية. بالإضافة إلى التكاليف الكبيرة الناتجة عن ترحيل البيانات الضخمة.

الفرق بين الحوسبة السحابية والتخزين السحابي (The difference between cloud computing and cloud storage)

الإجابة بسيطة وهي أن “الحوسبة السحابية” تعني تشغيل عمليات مثل البرامج عبر الإنترنت. أما “التخزين السحابي” فيعني تخزين البيانات على الخوادم لجعلها متاحة عبر الإنترنت.

ما هي أهداف الحوسبة السحابية في المستقبل (What are the goals of cloud computing for the future)

تهدف الحوسبة السحابية إلى تطوير عدد من النقاط في المستقبل، تشمل هذه النقاط:

1- زيادة سعة التخزين.

2- تحسين أداء الانترنت.

3- أن تكون البرامج المعيارية هي الأولوية.

4- تطوير انترنت الأشياء المتعلق بالحوسبة السحابية.

5- زيادة نمو سوق الحوسبة السحابية واستخدام تقنية السحابة من قبل العملاء.

6- تحسين الخدمات السحابية.

7- تحسين أمن الحوسبة السحابية

 

عزيزي القارئ، في حال أعجبتك المقالة لا تنسى الاشتراك بقناتنا على يوتيوب التي توفر كل جديد في مجال الدورات التدريبية التقنية والمجانية بشكل كامل.

كذلك يمكنك تصفح الموقع الخاص بنا للوصول إلى المدونة وقراءة المزيد من المواضيع التقنية، أو التعرف على الدورات التدريبية التي يتيحها الموقع.

 

 

 

 

للملاحظات و التواصل: